الكثير لا يستطيع التمييز بين الخدمات المقدمة من شركات االنقل والشحن العالمية وخدمات البريد الدولية. إن المؤسسات والهيئات البريدية في العالم هي مرافق خدمية تابعة للدولة وتقدم خدمات نقل وتوزيع البريد الحكومي بين مرافق ومؤسسات ووزارات الدولة بصفتها الناقل الرسمي لجميع المعاملات والوثائق الحكومية, واضافتا الى ذلك فهي تقدم خدمات البريد للافراد والمؤسسات التجارية داخل وخارج الدولة. بالنسبة لخدمة البريد على المستوى الدولي فإن هيئات البريد والمؤسسات الحكومية في الدول الاخرى تتفق وتتعاون في انهاء اجراءات استلام وتسليم البريد الداخلي والخارجي للدولة سواء بين الافراد او المؤسسات حسب اتفاقية (إتحاد البريد العالمي)
لذلك فان خدمات البريد هي خدمات كبيرة ومهمة ونجاحها وتميزها يعتمد بشكل كامل وتام على الادارات الحكومية لتلك المؤسسات وهذا يزيد من ثقة العميل والمواطن في التعامل مع المؤسسة الحكومية. لكن للاسف الشديد في بعض الدول وكما هو حال الكثير من الدوائر الحكومية فان الروتين والتراخي افقد الثقة في هذه الخدمة مما أدى الى عزوف الأفراد والمؤسسات التجارية عن هذه الخدمة . إلا ان حساسية الخدمة وزيادة الطلب الكبير عليها بسبب ارتباطها الوثيق في الأعمال التجارية والشخصية ادى الى ظهور شركات شحن تجارية (Couriers) تؤدي نفس مهمة البريد لكن يكفائة اكبر وخدمات اكثر.
هذه الشركات هي ما يطلق عليها بشركات الشحن السريع والتي انتشرت بشكل كبير وتنوعت خدماتها ليتعدى خدمات التخليص الجمركي والاستيراد والتصدير وتمثيل الشركات والمتاجر العالمية, اضافتا الى خدمات الشحن السريع جدا, وهذا ما توفره اغلب شركات الشحن الدولي مثل ارامكس (Aramex) او دي اتش ال (DHL) او فيدكس (FedEx) او يو بي اس (UPS) او تي ان تي (TNT) وغيرها والتي كان ضهورها نتبجية للطلب المتزايد على خدمات الشحن الخاص والسريع. تقدم هذه الشركات خدمات شحن متميزة ومنافسة للبريد الحكومي كخدمات التغليف والشحن السريع - عادتا ما يكون اسرع من البريد العادي - والشحن من الباب الى الباب وذلك مقابل رسوم خدمة اضافية تزيد عن رسوم الارسال عن طريق البريد نظير الخدمة المميزة.
الا ان خدمات البريد الحكومي والتي تعتمد على مكاتبها الحكومية حسب اتفاقيات اتحاد البريد العالمي والتي تمثل اكثر من 7000 مكتب بريدي حول العالم جعل من الصعب على شركات الشحن الدولي خوض هذه المنافسة. لذلك قامت هذه الشركات بانشاء مكاتب خاصة لها حول العالم وفي المدن الكبيرة التي يكون فيها الطلب كبير على الخدمة للعودة الى المنافسة من جديد. لكن حتى الان, شركات الشحن السريع لا تغطي اكثر من 12% فقط لعملاءها حول العالم. لكن ما زاد من حمى المنافسة هو ظهور خدمة البريد السريع EMS (الممتاز) والتي تنافس خدمات الشحن السريع في هذه الشركات, إلا ان هذه الخدمة محدوده بوزن وحجم معين للطرود البريدية لا يمكن ان تتجاوزها.
لذلك فانه من الافضل استخدام خدمات البريد في الاحوال التالية:
1) عند ارسال طرد بريدي او رسالة او بطاقة معايدة فان البريد هو الوسيلة الافضل والاضمن في حال لم يكن هناك مكاتب للشحن السريع في بلد المرسل او المستقبل.
2) عندما تكون تكلفة الارسالية كبيرة جدا, حيث ان رسوم الخدمات البريدية رمزية مقارنتا بشركات الشحن التجاري.
3) في حال كانت الارسالية ذات حجم صغير نسبيا وفي الاغلب اقل من 20 كلغ.